يا مَن يَغفُو في دُنيا الأماني
ويظنُّ أنَّ الوقتَ كالسَّرابِ فاني
تَركُ الساعاتِ تمرُّ بلا حذرٍ
كأنَّها دُررٌ سقطت من سحابِ
كلُّ لحظةٍ في كَفِّ الزمنِ دَرسٌ
تَروي لنا حكايا الأملِ والعذابِ
إن ضيعتَ اليومَ فغدًا سَيندُبُ
جرحَ الزمانِ وتبقى كالمُذنَّبِ
يا حُلمَ الغدِ، لا تأتِ بلا سعيٍ
فالأرضُ تُنبتُ في كفِّ المَحرابِ
والعملُ جسرٌ إلى آمالِ غدٍ
فلا تَسِرْ خلفَ النّاسِ في رتابِ
اغتنمْ كلَّ لحظةٍ، عشْ بشغفٍ
فالعمرُ كقطارٍ يمضي بلا عَبابِ
تأملْ في روعةِ الزمانِ واجعلْهُ
دربَك إلى المجدِ وبلوغِ السَّحابِ
لا تَركَن إلى غدٍ، فاليومَ حاضرٌ
والحياةُ زهرٌ تُنيرُ في الخرابِ
فامضِ وكنْ كالنجمِ في دجى الليالي
أنتَ بيدكَ خالقُ المُعجِزاتِ بالعَزائمِ
فلتسْعَ في الدروبِ بصدقٍ وعزمٍ
وكنْ لنفسك دائمًا في الطليعةِ
تَعلَّمْ من سِير الأجدادِ والمَشِيخَاتِ
كيفَ بَنوا المجدَ في زمنِ الضيقِ
فالحلمُ لا يَتحققُ في غفلةٍ
بل في سَعيٍ دؤوبٍ دونَ تَراجعِ
فَاستثمرْ اليومَ في خَيرِ أفعالكَ
وازرعْ بذرَ الإخلاصِ دونَ شَكٍ أو تَراجِعِ
فكلُّ دقيقةٍ لها ثمنٌ ثمينٌ
فَلا تَستهِنْ بها، فالعمرُ كالسَحابِ
وفي ختامِ القولِ، اعلمْ يا صاحبي
أنَّ الحياةَ أمانةٌ عندَ العبادِ
فاحفظْ سَاعاتكَ، واغتنمْ غُصنَ شرفٍ
فغدُكَ مشرقٌ، وزهرُكَ مُزهَرٌ بلا كِبادِ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire