#أطفال_غزّه
أطفالُ غزةَ خاصموا البكاءَ
جعلوا الدمعَ وقوداً و ضياءَ
جاءوا من رحم شهيداتٍ
وقد وُلِدوا شهداءَ
أجادوا الصبرَ على اليُتمِ
لم يبكوا جوعاً
أو قهراً أو إعياءَ
أجادوا المشي على النارِ
أجادوا لملمةَ الأشلاءِ
أجادوا مواجهةَ الدباباتِ
و رصاصاتِ المطّاط
و الغازات الخانقة
السارقة لعمر الأحياءِ
أجادوا إطلاقَ النظراتِ الناريةِ
الخارقةُ الثاقبةُ لحدقِ الأعداء
أجادوا تشييعَ جثامينَ الشهداء
و دفنَ الآباءِ بكل إباءٍ
أجادوا كل الأشياء
ولم يجيدوا يوماً
حياء مواجهة الأعداء
لم يجيدوا التطبيعَ و لا الإطراء
و لم يجيدوا مهادنةَ الثعلبِ
حين يريدُ الاستقواءَ
لم يجيدوا استنشاق الذلِ
و لا طعم الاستعبادِ
و مشاركة المحتل الاسترخاء
لم يجيدوا التصفيق لشمبانزي
يرقص مخمورا بكؤوسٍ صفراء
لم يشرب طفلٌ منهم يوماً
كأس خنوعٍ مصحوبٍ بغناء
لم يأكل طفلٌ منهم يوماً
لقمة غدرٍ غمسها بدماء
لم يغمض طفلٌ منهم يوماً
عيناه بوجه الحرب الشعواء
صدور الأطفال بعزة
جبال ثابتة شمّاء
عيون الأطفال بغزة
تشع نضالاً و فداء
رؤوس الأطفال بغزة
ترتفع بكل شموخ في الأجواء
قلوب الأطفال بغزة
صارت بالحزن صخور صمّاء
دعكم من هَمّ الأطفال بغزة
يا أصحاب الخُطب الجوفاء
يا أصحاب حوانيت الدم
و الشعارات الباليه الخرقاء
أطفال السجّيل بغزة
لم ينخدعوا بلون الحرباء
و لا دانوا بدين التطبيع
و لا لهثوا خلف سراب الصحراء
يا من يأسركم كرسي و ثراء
عيون الأطفال بغزة ترقبكم
نظرات مشفقة و قلوب بيضاء
فأنتم أسرى وهم أحرار
وهل بعد الأسر شقاء ؟
الأطفال بغزة .. ما عادوا
ذوي أحلام وردية
و أنّا يحلم .. من لا يضمن للعمر بقاء ؟
ما عاد لديهم وقت للعب
و لا فرد الأجنحة بأي فضاء
و لا سكب البلسم فوق جراحٍ
لن يجدي معها دواء
كيف لطفل تحت الأنقاض
بلا بيت أو أهل أو مدرسة
أن يُهدى في الغد للعالم أى ضياء
أجساد الأطفال بغزة
ما عادت فيها دماء
قد جفت كل الأغصان الغضة
أوردة يابسة و شفاه عجفاء
لكن العِزّة في غزّة
و النصر جنينٌ وضّاء
قد أَقسم أن يحيا
في كل بلاد العرب الغرّاء
من أقصى المشرق للمغرب
في القاهرة وفى صنعاء
من أقصى شمال لجنوب
فى بغداد وفى الزرقاء
و أقسم أن يهدم
كل بناء للأعداء
و يبنى صرحاً للمجد
تراه الأعين من كل الأنحاء
و تشرق شمسك يا غزه
بسواعد أطفال نُجباء
قد روضّعوا قاعدة فحواها
نموت موت الأسود
و لا نحيا حياة الجبناء
#شحاته_على_ابودرب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire