الماءُ والسُّكَّرُ
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
ياامرأة
أعلم أنَّكِ تبيعين الحُزْن الراقِد
تَدهِشين طُقوس النَّرجِس
تَشُمِّين الذَّاكِرَة صَوْب النِّسْيان
تُغَطِّين رُوحكِ بِالثَلْج
تُناجين السُّكون المُطويّ
تَرُشِّين رَأسكِ بِالماء والسُّكَّر
وتَخْتبِئين خلف جِدار العُزْلة
عيناكِ تُحدِّقان بِالكَوْن المُوْحِش
وتَتَسمَّران بِقَمَرٍ ضالٍ في الَّليل
يَستنزِف أثداء النُّجوم
تُنْفيقين آلامِكِ على أيَّامِكِ
لِتَغْسِلينها بَعدُ بِأوْجاع الفِراق
وتَلقين باللائِمة على الغُراب الاسْوَدِ
ياامرأة
بعضي يَعتَقِل بعضي
تَعصِر الارصِفَة أَوْراق تَسَوِّلي
وكَمِصباح يبحثُ عن الفَراشَة صُرتُ
حُنْجُرُتي مَخْنوقَة
أُناديكِ بِرَغْبَتي المُتأجِّجة
أخترِعُ أسباباً لِكي تأتي
أبوحُ بِجراحات الفِراق عُنْوة
لِيَأخذني الى حيْث المُفاجَئات
فأغرِفُ مِن حَنْظل مَذاقِه
حتَّى تَنْفلِق روحي العالِقة
ولَن يُحكَم بَعدها الاطباق
ياامرأةً
شَفَتاكِ مِثل أزهار الّلوز
عَيْناكِ تُخَبِّئان أقاصيصَ العِشْق
تُكدِّسين الحُبَّ في شرايينكِ
تَكتنِزين كلُّ فُصول الأُنوثةِ
وتُكوِّمينها على مَساحة جَسَدكِ
ياامرأة أقول كفاكِ
فقد حَرَقتِ أطرافَ الخيال
وأصبْتِني بِهَوَسٍ
تَتَداورهُ عيناي على نِيَّةِ الجُّنوحِ
ياامرأةً
ماذا لو زارني طَعم جَسَدكِ
ماذا لو تغرَّبتُ في تَفاصيْلكِ
ماذا لو قضَمتُ أنوثتكِ
وأسرفتُ في إهْراق نَبيْذ شفتيكِ
هل سيَبْقى القَمَر بطل رِوايَة السَّماء
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire