شعبٌ لا يُهزم : بحر الكامل
فتحوا الدّيارَ وشرّعوا الأبوابا
والحِلمُ عن أهلِ النّهى قد غابا
هذا سلامُ الخانعين ومثلهم
يرضى المذلّةَ والهوانَ حجابا
أوكلتمُ فينا الأمورَ لفتيةٍ
وجيوشكم هَزِلت دماً وحرابا
أوسعتمُ الأعداءَ إطراءً وما
زدتم لنا إلاّ أذىً وسبابا
ونقلتمُ الأقصى من القدس التي
طَهُرت على مرّ الزّمان تُرابا
فإذا به في الطائفِ الأرض التي
لقيَ الرسول بها الشّقاءَ فآبا
صِرنا على أرضِ البطولةِ خصمَكم
والغاصبون بها لكم أحبابا
نحنُ الّذين نَسُدُّ عين َ ذُكائها
ونصول في ساحاتها أسرابا
هلّا حسبتم للّقاء حسابهُ
عندَ السّؤال وتعدمونَ جوابا
من عقَّ أمّتَهُ ودنّسَ مجدها
ومضى يفاخرنا بها أنسابا
أوَ كلّما انتفضت بلادي أهلُها
عدّوا انتفاضتنا بها إرهابا
ناموا على فُرُشِ المذلّةِ واحلموا
وخذوا إلى أهوائكم أسبابا
للقدسِ شعبٌ لا يضِنُّ بنفسهِ
ويظلّ يعطي أرضهُ وهّابا
يا شعبَ جبّارينَ شقّوا دربكم
فالموتُ في أرضِ النبوّةِ طابا
ولكُلّ بلوى في البريةِ دافعٌ
واللهُ يختارُ الأعزَّ جنابا
نحنُ الفداءُ تطامنت هاماتهم
لمّا حضرنا شيبها وشبابا
أرضٌ بها صورُ الجمالِ تواصلت
شاقت لها الأهلين َ والأحبابا
ما ذمّها إلّا حقودٌ حاسدٌ
ومضى يعيبُ بأهلها مغتابا
إنّ العروبةَ أن تهبَّ منافحاً
عنها وليست منطقا وثيابا
لا نرتضي غير السماء سقوفنا
وبها النفوسُ إلى العلا أعتابا
من لم يقلْ في الأهل قولةَ منصفٍ
فليبقَ في صمتِ القبور مُعابا
هذي ميادينُ اللقاءِ تلاحقت
ورجالنا تمشي لها أسرابا
في كلَ يومٍ للفداءِ جراحنا
تروي التُّرابَ وتدفعُ الأغرابا
قولوا : أفي سِفرِ البطولةِ مثلُهُ
طفلٌ يواجهُ برجها الدّبابا
متصدّرٌ في كفّهِ الحجرُ الّذي
يهوي على هامِ الغُزاةِ شهابا
في دوحة الأحرار يشدو بلبلٌ
وتعافُ أفنانُ الجنانِ غُرابا
هذي( فلسطين ٌ) لأُمّةِ يعربٍ
غاب الأسودِ ولا تُقِرُّ ذئابا
ونساؤها ينسلنَ أجيالَ الفدا
وفتاتها مجّتْ حُلىً وخضابا
لا الخصمُ لا التطبيعُ ينسفُ حقَّنا
وغداً سيجلو الغاصبون َ غِضابا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
١١/٢/٢٠٢١
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire