mercredi 10 avril 2019

ربما تعذرنا يافا / بقلم الأديب سليمان دغش

رُبّما تَعذُرُنا يافا
إِذا قُلنا لِعَيْنَيْها سَلامْ
رُبَّما تَعذُرُنا أَحلامُنا
كُلُّ حُلْمٍ وَلَهُ قِنديلُهُ
كُلُّ حُلْمٍ وَلَنا مِنْديلُهُ وَجَنازاتُ الخِتامْ
لَمْ نَدَعْ حَيْفا عَلى شاطِئِ بَيْروتَ وَلَمْ نَعْثُرْ عَلَيها في الشَّآمْ
واسْتَعَرنا ثَوبَها المَشلوحَ مِنْ شاطِئِها البَحْريِّ حَتّى قِمَّةٍ الكَرملِ في كَفِّ الغَمامْ
لَمْ نُفارِقْها وَكانَتْ في سَمانا
نَجْمَةَ الصُّبحِ وَقِنديلَ الظَّلامْ
لَمْ نُفارِقْها وَكانتْ في دِمانا
حَقْلَ نَعْناعٍ وَبُركانَ اقتِحامْ
لَمْ تُفارِقْنا وَمِنْ خَمسينَ عامْ
جُرْحُنا كَالشّارعِ المُكتظِّ يَزْدادُ
اغْتِراباً واكتِآباً وازدِحامْ
وَحَمَلْناها حَليباً
وَحَمَلْناها لهَيباً
وَحَمَلْناها صَليباً
وَحَمَلْناها وِسامْ
لَمْ نَدَعْ حَيْفا عَلى شاطِئِ بَيْروتَ وَلَمْ نَعْثرْ عَلَيْها في الشَّآم
وَبَكى النّيلُ عَلَيْنا
وَبَكى دَجْلَةُ فينا وَالفُراتْ
وَعَلى الأُردُنِّ أَلْقَيْنا المَراثي
وَبَكَيناهُ اغْتِراباً
وَبَكَيْناهُ صَلاةْ
وَتَرَكناهُ غريبا وكَئيباً
فَاكْتَشَفْنا أَنَّهُ في المَوتِ
بُركانُ حَياةْ
لَيْسَ للصَّحراءِ مَوْجٌ
فَتَزَوَّجنا السَّرابْ
واحتَرَقْنا في لَظى الصحراء
عاماً بَعدَ عامْ
كم أجادَ النَّفطُ فينا الانتِقامْ
إِنَّهُ الموتُ الحَضارِيُّ.. احْتِراقٌ وَدُخانٌ وَضَبابْ
وَعَلَيْنا نَحنُ أَنْ نَدْفَعَهُ هذا الحِسابْ
لَيْسَ للصَّحراءِ مَوجٌ
فَتَزَوَّجْنا السَّرابْ..!
وَبَحَثْنا في كِتاب الرَّمل عَنْ فاتِحةٍ تَهْدي صِراطاً مُستقيما
وَخَلاصاً وَنَعيما
فاكْتَشَفْنا بَعدَ خَمسينَ رَحيِلاً
وَثَلاثينَ عَذابْ
أَنَّنا كُنّا البِدايةَ
وَالنِّهايَةَ
أَنَّنا كُنّا الكِتابْ
فَقَرَأْنا  الفاتِحَـــــــــــــــــــةْ...!!
سليمان دغش/فلسطين
( من قصيدة " الفاتحة " -ديوان " عاصفة على رماد الذاكرة "- القدس )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire