mercredi 10 avril 2019

واجب العزاء .../ بقلم الأديب عبدالمجيد الجاسم

................ واجب العزاء.................
غادر ابو راكان // فهد الباشا// محافظة الحسكة تجاه مدينة دمشق العاصمة ليؤدي واجب العزاء لأحد أصدقاءه الذي توفى والده منذ يومين . وشعر بالذنب انه تأخر وهو المعروف عنه بعدم تقصيره بأي واجب عزاء لأي عشيرة أو قبيلة والأكثر من ذلك فهد الباشا ينحدر من أسرة عريقة ذات مكانة اجتماعية مرموقة بالوجاهة فقد اخذ عن هذه الأسرة // أسرة الباشا// الكرم والأخلاق الفاضلة ، وأداء الواجبات ، وحل مشكلات القبيلة، لما لها من مكانة اجتماعية في قبيلة المعامرة  وما أن وصل عصرا بعد أن قطع مسافة 735// كم فكان منهك القوى حيث حرارة الصيف تقطع الأنفاس . فاستقل أول سيارة أجرة شاهدها متوجها إلى بيت صديقه الذي يقطن بأحد أحياء مدينة دمشق . وقرع الباب بعد أن تنفس الصعداء وخرج إليه طفلا لم يتجاوز السادسة من عمره وسأله:  أباك هنا قال: نعم قال : اخبر أباك أن احد الأشخاص يريد مقابلته لأداء واجب العزاء. ذهب الطفل إلى أبيه الذي كان في باحة المنزل فقال الأب : قل له أن العزاء الساعة السادسة مساء جاء الطفل ليخبر أبو راكان بذلك وهو يسمع صوت صديقه فقال أبو راكان اذهب إلى أباك وقل له الشيخ أبو راكان من الحسكة .... رجع الطفل إلى أبيه ليقل له انه الشيخ أبو راكان من محافظة الحسكة قال له: العزاء الساعة السادسة مساء ....
فسمع أبو راكان ما دار بين الطفل وأبيه كون الباب مفتوح نصف فتحة فامتعض ابو راكان وغضب غضبا شديدا لهذا الجواب وهو الذي قطع تلك المسافة الطويلة ولا هدف له سوى أداء واجب العزاء فلم يعد صبرا فقال ابو راكان مسمعا صاحبه من فتحة الباب سابا إياه //يلعن أبوك الميت وأبوي لو لم أكن تافها لما قطعت تلك المسافة لأداء واجب العزاء لشخص تافه مثلك يا قليل الأدب ... فعاد مسرعا الى قلب مدينة دمشق لينزل في احد الفنادق بعد أن التقى بعدد من الأصحاب ليتناول طعام العشاء ليرتاح من عناء سفر طويل . ليعود أدراجه في اليوم التالي إلى محافظة الحسكة.
انتهت : بقلم // عبد المجيد الجاسم// ابو حيدر//

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire