مُقَامٌ قَدِيْم .
ذَابَ الصَهِيْلُ فِي فَمِ الفَرَس ، و طَار عَن بَيْضِهِ فِي الأَعْشَاشِ الحَمَام …
و أَسْقَطَت الرِيَاحُ يَدُ المُحَارِبِ عَن
الحُسَام …
و مَاتَ الشِريَانُ الرَئِيْسُ فِي قَلبِيَ نَدَمًا ، يُعَاتِبُنِي عَلَى اسْتِسلَامِيَ لِنَومِ الظَلَام …
و انْقَسَمَ الحَرفُ فَرِيقَيْنِ ، وَاحِدٌ يُوَاسِيْنِي عَلَى المُصَابِ ، و آخَرُ يُوَبِخُنِي عِتَاب …
و كِلَاهُمَا يَسْأَلَانِ السُؤَالَ ذَاتَهُ ، هَل نَضَبَ عَلَى اللِسَانِ الكَلَام …
قُلْتُ حَذِرًا مِن هُرُوبِ الحَرفِ مِنِّي : لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا جَوَاب …
وَاحِدٌ يَحْمِلُ العِبْءَ عَنِّي ، و وَاحِدٌ يُمِيْطُ عَن فِيهِيَ اللِثَام …
وَاحِدٌ يَمْشِي خَلْفَ خُطَاي يَدْفَعُنِي ، و آخَرٌ يُمَهِدُ الطَّرِيقَ أَمَام …
خُذَا آلامَ الرُوحِ عَنِّي مِن دَاخِلِي ، و عُدُّوا عَلَيَّ سِنِيْنَ عُمْرِي عَامًا بِعَام …
غَادَرتُ ( أُورَسَالِمَ ) قَبْلَ ثَلَاثَةِ آلَافٍ و نِصْفِ عَام ، حِيْنَ وَرِثْتُ عِنْدَ البَحْرِ الرُكَام …
هُنَاكَ رَأَيْتُ الطِفْلَ قَبْلَ رَحِيْلِهِ ، يَحْثُو فِي وَجْهِ جُنْدِيِّ الغَدرِ التُرَاب …
نَادَيْتُ عَلَّهَا تَسمَعُنِي : دَثِرِيْنِي ، عِيَارُ غَدْرٍ أَسَالَ دَمِي فِي كَفِّيَ ، الظَهْرِ أَصَاب …
و شَرِبَ الغَمَامُ النَدَى عِنْدَ سَاحِلِ الرِوَايَةِ ، و عَن صُورَةِ مَوتِيَ قَفَزَت حِرَاب ...
و ضَاعَ الطَرِيْقُ عَن مَا نُرِيْدُ ، و ذَهَبَ الحُضُورُ فِي غِيَاب ...
و غَابَ الإِيَابُ مَعَ الرَاحِلِيْنَ ، و عَادَ مَغْلُوبًا عَلَى أَمْرِهِ ذَهَاب ...
تَرَكْتُ تَارِيخِيَ فِي بِلَادِ الشَامِ يَهْرُبُ إِلى رُومَا ، و سَيْفُ أَجْدَادِيَ المَكْسُورُ يُوَارِيهِ التُرَاب ...
فَقَدْتُ نَفْسِيَ فِي وَعْيٍ يَعَِي عَدَمِي ، يُظَلِّلُ رَحِيلِيَ عَن أَرضِ السَلَامِ السَحَاب ...
أَنَا مَن سَمِعَنِيَ أَئِنُّ أَوجَاعِيَ ، و طُوِيْتُ صَفْحَةَ الخِتَامِ فِي كِتَاب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire