(عاتي)* :حسن عاتي الطائي
-----------------------
لم يكن ( عاتي ) مجرد اسم
ألقت عليه السنوات
غبارا كثيفا فتوارى
الى الظل
وعاش ومات دون أن يلتفت
إليه أحد
كان ( كيانا ) فارها قائما بذاته
ومزرعة دائمة الشدو
تحنو
عليه
الأنهار
وتتودد إليه الطيور
أحلامه أصغر من أوجاعه
كان شجرة وليس غصنا
يملأ الأفق بالسناء والألق
تثب حوله الزهور
فيزداد
جمالا
ولمعانا !...
*********
كان غيمة صادقة الوعد
توزع فاكهتها في كل مكان
أما أحلامه فكانت متواضعة
لكنها لم تكن تتركه
وحيدا مع نفسه
فهي تمده بالقدرة على التماسك
عند الضرورة !...
*********
لم يكن ريحا مستبدة
أذعن الموج لغطرستها
فأطاحت بما يخبئه
من أمنيات لكنه
كان
نخلة
سامقة
يرفرف سعفها فوق رؤوس
مستضعفين كثيرين
أوقد شمعة في الظلام
وأومأ للشمس أن
تستريح
بين
يديه !...
*******
صوته النحاسي الأجش
مثل ناقوس قديم
يصل الى كل أذن
مثل نسمة جنوبية سمراء
إحتفل بها الصباح
وتحالفت معها الينابيع
التي سكبت ظلالها عليه
في
كل
إتجاه !...
********
كان سلاحه الرضى
بما هو كائن
ولا بأس أن يحظى
بما يتمنى أن يكون
لا يفرق بين الأرض والماء
ولا بين الماضي والحاضر
يمسك زمام الزمن براحتيه
مأخوذا بأمطاره التي
لم تتوقف عن
البكاء
بين
يدي
إحتراقه !...
*********
كان (عاتي) أرق من إسمه
المثير للإلتباس
على خلاف ما يوحي به
كان اسمه المدجج بالريح
مربكا لرقته ومستفزا لكبريائه
ولهذا كان عاتيا بالقوة
وليس بالفعل! ...
********
ويوم إنتقل الى الملكوت الأعلى
إفتقده المتعبون وبكته الأزهار
وأسدل الغياب ستائره الرمادية
على
تنور
أمي
وأقامت له الحدائق مأتما
يليق
بإسمه
الرقيق !...
--------------------------------------
*عاتي: هو والد الشاعر حسن عاتي الطائي
------------------------------------
* نشرت هذه القصيدة صباح اليوم الثلاثاء 26/7/2022 في الملحق الأدبي لجريدة (أوروك) الجريدة المركزية لوزارة الثقافة العراقية..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire