mercredi 3 mars 2021

موتي في قاعة ملكية / بقلم سامي يعقوب

مَوْتِي فِي قَاعَةٍ مَلَكِيَّة

أَفَاقَ عَلَى كَابُوْسٍ ضَجِيْجِ السُؤَالِ مُبْتَسِمَاً وَقَال سَاخِرَاً : هُوَ أَنْتَ النُعْمَان بِنُ المُنْذِر بِنَبْرَةِ التَعْظِيْمِ وَ هِيَ تَسْخَرُ مِنْ كُلِّ المَعَانِي فِي أَمْسِنَا البَعِيْدِ و أَمْسِنَا القَرِيْبِ وَ فِي الأَمْسِ الجَدِيْد ، هُنَاكَ خَلْفَ صَحْرَاءٍ وَ تَلٍ مِنْ سَرَابْ يَأخُذُ المَعْنَى اسْمَهُ الآخْر وَ رُبَمَا تَكْثُرُ الأَسْمَاءُ ، وَ صَرَخَ الدَاخِلُ أَمَامَ هَمَسَاتِ الجَمِيْعِ : كَيَفَ كَانَ هَذَا المَجِيْءِ ؟ ، كَمَا العَادَةُ جِدَاً ثَقِيْلٌ وَمَعَهُ الكَثِيْرُ مِنَ الصَمْتِ المُمْيِتْ وَ وَجَعَ السُؤَال : مَاذَا أَنْتُم ؟؟؟ ، أَظّنُهُ جَاءَ هَارِبَاً مِن نَفْسِهِ أَو بَاحِثَاً عَنْهَا ؛ قَالَ ، فَبَادَلْتُهُ الحَدِيْثَ مِسْتَمْتِعَاً ، وَ كَانَ الوَقْتُ يَمْشِي نَحْوَ الفَجْرِ ، لَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ بِنَظْرَةِ الذِيْ يَعْرِفُ عَنِيَ الكَثِيْرُ وَ قَال وَ كَانَ يَبْدُو عَلَيْهِ مَلامُحُ مَن مَعِةِ مَاذَا سَأَقُوْل : هَل مِتَّ قَبْلَ الآن ، ضَحِكْتُ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَ قُلْتُ ؛ خَبِرْتَ المَوتَ إِذَا يَا هَذا ، عِنْدَهَا احْتَدَّ النِقَاشُ حَتْى الصَبَاح ، فَكَانَت ، لَمْ أَكُنْ أَعِي تَمَامَاّ هِيَ مِنْي أَمْ مِنْهُ تِلْكَ الطَعْنَةُ النَرْجِسِيَّةُ التِي يَشُوْبُهَا القَلْيْلُ مِنْ لَوْنِ طَعْنَةِ ( بُروتُس ) ، - أَيْقَظَنِيَ مِنْ خُلْوَتِيَّ مَعْ الآخَر الذي يُشُارُكُنِي تَحْدِيْقَي بِسَقْفِ الغُرْفَةِ ، شَارِدَاً فِي ثُبُوتِ نُقْطَةِ حَرْفِ الخَاءِ فَوْقَ نَاظِرَيَّ - جَبَرُوْتِ صَوْتُ النُعْمَانَ - ، و أَيْضَاّ هُنَا تَضْرِبُ الرُبَّمَا زُجَاجَ النَافِذَة مَعَ حَبَاتِ المَطَر ، رُبَمَا كَانَ يُعَانِي مِنْ اضْطِرَابٍ عَقْلِيٌِ لِأَكْثَرَ مِنْ لَوْثَةٍ نَفْسِيَّةٍ ، لَمْ يُشَخِصُهَا ( فُرْويْد ) ، ثُمَّ بَعْدَ أَن صَاحَ ابْنُ المُنْذِر : لِمَاذَا فَعَلْتَ هَذَا ؟ ، قُلْتُ : هَلْ سَيَّافُكَ مُحْتَرِفَاً لِيَأْخُذَنِي سَرِيْعَاً لِأَيَّةِ حَيَاةٍ أُخْرَى .
فَتَعَالَت الضَحِكَاتُ مِن حَولِي و أَنا أَقُوْلُ مُقَهْقِهَاً أَنْزِفُ دَمْعَاً : مَا أَجْمَلَنَا !!! ، لا اَسْتَثْنِي اَحَدَاً و لا نَفْسِيَ أَيْصَاً .

سامي يعقوب .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire