حين واجهت مرآتي المهشمة
وجدتني متعددة ...
حين انقسمت داخل جرحي
انشغلت بالتقاط ملامحي ...
ما يشقيني ...
أني في الآن الذي أكره ذاكرتي فيه
أحبها أكثر ...
و أن قلبي لا يملك القرار حين اخترقت أسلاكه الشائكة
و بقيت أصارع بقاياها كمجنونة تشكو للريح جناية هبوبها على سطري ...
لا يوجد في هذه اللغة الشاسعة
و بين كل الجمل الشاهقة
قولا واحدا يبيع حروف منع الوجع ...
في شعور باتجاه واحد
قادني حدسي الخائن إليها
مكبلة بسحرها ...
و غدوت على قارعة الشعر
أبيعها للعابرين ...
كيف لعقلي الذي كان يصدر أحكامه قبل الكتابة
يسقط هكذا ضحية لصورها المفترسة...
تنهش لحمي و تكسر عظمي و تلقي بي
صريعة ضوضائها...
امرأة استنسختها من شريط أحلام قديمة
تجلس على أطراف ثلجها
تكدس كريات الصمت
لتطهر قلبها من الاحتراق ...
حزينة هي
تدق أوتاد ألمها على جناحي الريح
لتمضي حيث النسيان سجادا طائرا
لا يتلقف المدامع
و لكنه ينثرها أثرا للتحليق ...
طفلة هي ...
تقفز ملوحة بطائرة ورقية
كتبت على أجنحتها أحبك
و سافرت أمام ناظريها
لتسقط بين قدمي المجهول ...
كعجوز ...
تسلقت التجارب على تجاعيدها
و لمعت عيناها بوميض جرح ساخر
اتكأت على الصمت عكاز بكاء مسجون
خلف شفاه موصدة
كأن الاعتراف فضيحة الضلوع
كأنّها تتفنن بصراخها المكتوم ...
و تكتبها على صفحات غريبة
امرأة تمكث بين قضبان صدرها
ممنوعة من النسيان و ممنوعة من الاقتراب
أتقنت اغترابي حين كان الكلام كأسا ليليا ممتزجا بالضوء
كنت تحت جلدي أقاوم زحفها المقدس
و على حدود البوح أطلقت رصاصها العسلي
فرفعت راياتي البيضاء ممجدة بطش قولها
معلنة استسلامي لدورانها الكثيف ...
كأنّي ورقة في مهب السنين ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire